ذكر تصريف الامور

اللهم صلي علي محمد و آل محمد صلاة تنجنا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات/واتلو: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا 11 مرة والاستغفار 7 مرات يعد صلاة العشاء

Translate {الترجمة لاي لغة} ابود

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 فبراير 2024

فضل الذكر والحث عليه

من رياض الصالحين


باب فضل الذكر والحث عليه

قال اللَّه تعالى (العنكبوت 45): {ولذكر اللَّه أكبر}.

وقال تعالى (البقرة 152): {فاذكروني أذكركم}.

وقال تعالى (الأعراف 205): {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين}.

وقال تعالى (الجمعة 10): {واذكروا اللَّه كثيراً لعلكم تفلحون}.

وقال تعالى (الأحزاب 35): {إن المسلمين والمسلمات} إلى قوله تعالى: {والذاكرين اللَّه كثيراً والذاكرات، أعد اللَّه لهم مغفرة وأجراً عظيماً}.

وقال تعالى (الأحزاب 41، 42): {يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللَّه ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرة وأصيلاً} الآية.

والآيات في الباب كثيرة معلومة.

1408- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان اللَّه وبحمده، سبحان اللَّه العظيم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1409- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لأن أقول: سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلا اللَّه والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1410- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه) وقال: (من قال سبحان اللَّه وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1411- وعن أبي أيوب الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1412- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى اللَّه إن أحب الكلام إلى اللَّه: سبحان اللَّه وبحمده) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1413- وعن أبي مالك الأشعري قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان اللَّه والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1414- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جاء أعرابي إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ فقال: علمني كلاماً أقوله، قال: (قل لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، اللَّه أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان اللَّه رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم) قال: فهؤلاء لرب فمالي قال: (قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1415- وعن ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) قيل للأوزاعي (وهو أحد رواة الحديث) كيف الاستغفار قال يقول: أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1416- وعن المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: (لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1417- وعن عبد اللَّه بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم: (لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا اللَّه ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا اللَّه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) قال ابن الزبير: وكان رَسُول اللَّهِ ﷺ يهلل بهن دبر كل صلاة مكتوبة. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1418- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا رَسُول اللَّهِ ﷺ فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. فقال: (ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ) قالوا: بلى يا رَسُول اللَّهِ، قال: (تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين) قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لما سئل عن كيفية ذكرهن قال يقول: سبحان اللَّه والحمد لله والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وزاد مسلم في روايته: فرجع فقراء المهاجرين إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء).

(الدثور) جمع دثر بفتح الدال إسكان الثاء المثلثة وهو: المال الكثير.

1419- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (من سبح اللَّه في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد اللَّه ثلاثاً وثلاثين، وكبر اللَّه ثلاثاً وثلاثين قال تمام المائة: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1420- وعن كعب بن عجرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1421- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان يتعوذ دبر الصلوات بهؤلاء الكلمات: (اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من فتنة القبر) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

1422- وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ أخذ بيده وقال: (يا معاذ والله إني لأحبك) فقال: (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.

1423- وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1424- وعن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1425- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان النبي ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1426- وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده: (سُبَّوحٌ قُدَّوسٌ ربُّ الملائكة والروح) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1427- وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (فأما الركوع فعظموا فيها الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1428- وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1429- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان يقول في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1430- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة فتحسست فإذا هو راكع أو ساجد يقول: (سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت)

وفي رواية: فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك؛ لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1431- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا عند رَسُول اللَّهِ ﷺ فقال: (أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة!) فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة قال: (يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

قال الحميدي: كذا هو في كتاب مسلم: (أو يحط)

قال البرقاني: ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته فقالوا: (ويحط) بغير ألِف.

1432- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة؛ ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1433- وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي ﷺ خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ) قالت: نعم. فقال النبي ﷺ: (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان اللَّه وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

وفي رواية له: (سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه مداد كلماته).

وفي رواية الترمذي: ألا أعلمك كلمات تقولينها (سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه مداد كلماته، سبحان اللَّه مداد كلماته، سبحان اللَّه مداد كلماته).

1434- وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ورَوَاهُ مُسلِمٌ فقال: (مثل البيت الذي يذكر اللَّه فيه والبيت الذي لا يذكر اللَّه فيه مثل الحي والميت).

1435- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1436- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (سبق المفرِّدون) قالوا: وما المفردون يا رَسُول اللَّه قال: (الذاكرون اللَّه كثيراً والذاكرات) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

روي (المفردون) بتشديد الراء وتخفيفها، والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد.

1437- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا اللَّه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1438- وعن عبد اللَّه بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر اللَّه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1439- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (من قال: سبحان اللَّه وبحمده غرست له نخلة في الجنة) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1440- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لقيت إبراهيم ﷺ ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلا اللَّه والله أكبر) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1441- وعن أبي الدرداء رَضِي اللَّه عنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا: بلى، قال: ذكر اللَّه تعالى) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ. قال الحاكم أبو عبد اللَّه إسناده صحيح.

1442- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه دخل مع رَسُول اللَّهِ ﷺ على امرأة وبين يديها نوىً أو حصىً تسبح به فقال: (أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ) فقال: (سبحان اللَّه عدد ما خلق في السماء، وسبحان اللَّه عدد ما خلق في الأرض، وسبحان اللَّه عدد ما بين ذلك، وسبحان اللَّه عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا اللَّه مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1443- وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ) فقلت: بلى يا رَسُول اللَّهِ. قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

=====

باب ذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومحدثًا وجنبا وحائضًا إلا القرآن فلا يحل لجنب ولا حائض

قال اللَّه تعالى (آل عمران 190 - 191): {إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون اللَّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم}.

1444- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ يذكر اللَّه على كل أحيانه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1445- وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي ﷺ قال: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم اللَّه، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. فقضي بينهما ولد لم يضره) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. //

باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه

1446- عن حذيفة وأبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قالا: كان رَسُول اللَّهِ إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أحيا وأموت) وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.//

باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر

قال اللَّه تعالى (الكهف 28): {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم}.

1447- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون اللَّه عز وجل تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم: ما يقول عبادي قال: يقولون يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني قال: يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً، فيقول: فماذا يسألون قال يقولون: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً. قال: فمم يتعوذون قال: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها قال: يقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً، قال: فيقول: فأُشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (إن لله ملائكة سيارةً فضلاً يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء الدنيا، فيسألهم اللَّه عز وجل وهو أعلم: من أين جئتم فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي قالوا: لا أي رب، قال: فكيف لو رأوا جنتي قالوا: ويستجيرونك، قال: ومِمَّ يستجيروني قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري قالوا: ويستغفرونك فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا. قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم. فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).

1448- وعنه وعن أبي سعيد رَضيَ اللَّهُ عَنهُما قالا قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لا يقعد قوم يذكرون اللَّه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم اللَّه فيمن عنده) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1449- وعن أبي واقد الحارث بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ وذهب واحد فوقفا على رَسُول اللَّهِ ﷺ، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً. فلما فرغ رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (إلا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى اللَّه فآواه اللَّه، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا اللَّه منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض اللَّه عنه) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1450- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خرج معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم قالوا: جلسنا نذكر اللَّه. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا: ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رَسُول اللَّهِ ﷺ أقل عنه حديثاً مني، إن رَسُول اللَّهِ ﷺ خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم ) قالوا: جلسنا نذكر اللَّه ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا. قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا: واللَّه ما أجلسنا إلا ذاك. أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن اللَّه يباهي بكم الملائكة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.//

باب الذكر عند الصباح والمساء

قال اللَّه تعالى (الأعراف 205): {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين}.

قال أهل اللغة: {الآصال} جمع أصيل وهو: ما بين العصر والمغرب.

وقال تعالى (طه 130): {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}.

وقال تعالى (غافر 55): {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار}.

قال أهل اللغة: {العشي}: ما بين زوال الشمس وغروبها.

وقال تعالى (النور 36 - 37): {في بيوت أذن اللَّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللَّه} الآية.

وقال تعالى (ص 18): {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق}.

1451- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان اللَّه وبحمده، مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1452- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رَسُول اللَّهِ ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. قال: (أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق، لم تضرك) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1453- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ أنه كان يقول إذا أصبح: (اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت إليك النشور) وإذا أمسى قال: (اللهم بك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

1454- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن أبا بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: (قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه) قال: (قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت إذا أخذت مضجعك) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

1455- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان نبي اللَّه ﷺ إذا أمسى قال: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له) قال الراوي: أراه قال فيهن: (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر) وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: (أصبحنا وأصبح الملك لله) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1456- وعن عبد اللَّه بن خبيب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رسول اللَّه ﷺ: (اقرأ قل هو اللَّه أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

1457- وعن عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم اللَّه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء هو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.//

باب ما يقوله عند النوم

قال اللَّه تعالى (آل عمران 190 - 191): {إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون اللَّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض} الآيات.

1458- وعن حذيفة وأبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أحيا وأموت) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

1459- وعن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال له ولفاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنها: (إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين)

وفي رواية: التسبيح أربعاً وثلاثين

وفي رواية: التكبير أربعاً وثلاثين. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1460- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1461- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وفي رواية لهما: أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قل هو اللَّه أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

قال أهل اللغة: (النفث): نفخ لطيف بلا ريق.

1462- وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت؛ فإن مت، مت على الفطرة؛ واجعلهن آخر ما تقول) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1463- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1464- وعن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

ورَوَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية حفصة رَضِيَ اللَّهُ عَنها، وفيه أنه كان يقوله ثلاث مرات.

 

 





=================================
باب فضل الذكر والحث عليه
قال اللَّه تعالى (العنكبوت 45): {ولذكر اللَّه أكبر}.
وقال تعالى (البقرة 152): {فاذكروني أذكركم}.
وقال تعالى (الأعراف 205): {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين}.
وقال تعالى (الجمعة 10): {واذكروا اللَّه كثيراً لعلكم تفلحون}.
وقال تعالى (الأحزاب 35): {إن المسلمين والمسلمات} إلى قوله تعالى: {والذاكرين اللَّه كثيراً والذاكرات، أعد اللَّه لهم مغفرة وأجراً عظيماً}.
وقال تعالى (الأحزاب 41، 42): {يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللَّه ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرة وأصيلاً} الآية.
والآيات في الباب كثيرة معلومة.
1408- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان اللَّه وبحمده، سبحان اللَّه العظيم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1409- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لأن أقول: سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلا اللَّه والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1410- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه) وقال: (من قال سبحان اللَّه وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1411- وعن أبي أيوب الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1412- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى اللَّه إن أحب الكلام إلى اللَّه: سبحان اللَّه وبحمده) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1413- وعن أبي مالك الأشعري قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان اللَّه والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1414- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جاء أعرابي إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ فقال: علمني كلاماً أقوله، قال: (قل لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، اللَّه أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان اللَّه رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم) قال: فهؤلاء لرب فمالي قال: (قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1415- وعن ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) قيل للأوزاعي (وهو أحد رواة الحديث) كيف الاستغفار قال يقول: أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1416- وعن المغيرة بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: (لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1417- وعن عبد اللَّه بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم: (لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا اللَّه ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا اللَّه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) قال ابن الزبير: وكان رَسُول اللَّهِ ﷺ يهلل بهن دبر كل صلاة مكتوبة. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1418- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن فقراء المهاجرين أتوا رَسُول اللَّهِ ﷺ فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. فقال: (ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ) قالوا: بلى يا رَسُول اللَّهِ، قال: (تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين) قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لما سئل عن كيفية ذكرهن قال يقول: سبحان اللَّه والحمد لله والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وزاد مسلم في روايته: فرجع فقراء المهاجرين إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء).
(الدثور) جمع دثر بفتح الدال إسكان الثاء المثلثة وهو: المال الكثير.
1419- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (من سبح اللَّه في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد اللَّه ثلاثاً وثلاثين، وكبر اللَّه ثلاثاً وثلاثين قال تمام المائة: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1420- وعن كعب بن عجرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1421- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان يتعوذ دبر الصلوات بهؤلاء الكلمات: (اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من فتنة القبر) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1422- وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ أخذ بيده وقال: (يا معاذ والله إني لأحبك) فقال: (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
1423- وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1424- وعن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1425- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان النبي ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1426- وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده: (سُبَّوحٌ قُدَّوسٌ ربُّ الملائكة والروح) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1427- وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (فأما الركوع فعظموا فيها الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1428- وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1429- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان يقول في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1430- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: افتقدت النبي ﷺ ذات ليلة فتحسست فإذا هو راكع أو ساجد يقول: (سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت)
وفي رواية: فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك؛ لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1431- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنا عند رَسُول اللَّهِ ﷺ فقال: (أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة!) فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة قال: (يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
قال الحميدي: كذا هو في كتاب مسلم: (أو يحط)
قال البرقاني: ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته فقالوا: (ويحط) بغير ألِف.
1432- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة؛ ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1433- وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن النبي ﷺ خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ) قالت: نعم. فقال النبي ﷺ: (لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان اللَّه وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وفي رواية له: (سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه مداد كلماته).
وفي رواية الترمذي: ألا أعلمك كلمات تقولينها (سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه عدد خلقه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه رضا نفسه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه زنة عرشه، سبحان اللَّه مداد كلماته، سبحان اللَّه مداد كلماته، سبحان اللَّه مداد كلماته).
1434- وعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
ورَوَاهُ مُسلِمٌ فقال: (مثل البيت الذي يذكر اللَّه فيه والبيت الذي لا يذكر اللَّه فيه مثل الحي والميت).
1435- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1436- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (سبق المفرِّدون) قالوا: وما المفردون يا رَسُول اللَّه قال: (الذاكرون اللَّه كثيراً والذاكرات) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
روي (المفردون) بتشديد الراء وتخفيفها، والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد.
1437- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا اللَّه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1438- وعن عبد اللَّه بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر اللَّه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1439- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (من قال: سبحان اللَّه وبحمده غرست له نخلة في الجنة) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1440- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لقيت إبراهيم ﷺ ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلا اللَّه والله أكبر) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1441- وعن أبي الدرداء رَضِي اللَّه عنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا: بلى، قال: ذكر اللَّه تعالى) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ. قال الحاكم أبو عبد اللَّه إسناده صحيح.
1442- وعن سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه دخل مع رَسُول اللَّهِ ﷺ على امرأة وبين يديها نوىً أو حصىً تسبح به فقال: (أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ) فقال: (سبحان اللَّه عدد ما خلق في السماء، وسبحان اللَّه عدد ما خلق في الأرض، وسبحان اللَّه عدد ما بين ذلك، وسبحان اللَّه عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا اللَّه مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1443- وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ) فقلت: بلى يا رَسُول اللَّهِ. قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
=====



باب ذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومحدثًا وجنبا وحائضًا إلا القرآن فلا يحل لجنب ولا حائض
قال اللَّه تعالى (آل عمران 190 - 191): {إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون اللَّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم}.
1444- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ يذكر اللَّه على كل أحيانه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1445- وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي ﷺ قال: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم اللَّه، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. فقضي بينهما ولد لم يضره) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. //


باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه
1446- عن حذيفة وأبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قالا: كان رَسُول اللَّهِ إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أحيا وأموت) وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.//


باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر
قال اللَّه تعالى (الكهف 28): {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم}.
1447- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون اللَّه عز وجل تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم: ما يقول عبادي قال: يقولون يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني قال: يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً، فيقول: فماذا يسألون قال يقولون: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً. قال: فمم يتعوذون قال: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها قال: يقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً، قال: فيقول: فأُشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (إن لله ملائكة سيارةً فضلاً يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء الدنيا، فيسألهم اللَّه عز وجل وهو أعلم: من أين جئتم فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي قالوا: لا أي رب، قال: فكيف لو رأوا جنتي قالوا: ويستجيرونك، قال: ومِمَّ يستجيروني قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري قالوا: ويستغفرونك فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا. قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم. فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
1448- وعنه وعن أبي سعيد رَضيَ اللَّهُ عَنهُما قالا قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (لا يقعد قوم يذكرون اللَّه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم اللَّه فيمن عنده) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1449- وعن أبي واقد الحارث بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رَسُول اللَّهِ ﷺ وذهب واحد فوقفا على رَسُول اللَّهِ ﷺ، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً. فلما فرغ رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (إلا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى اللَّه فآواه اللَّه، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا اللَّه منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض اللَّه عنه) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1450- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خرج معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم قالوا: جلسنا نذكر اللَّه. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا: ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رَسُول اللَّهِ ﷺ أقل عنه حديثاً مني، إن رَسُول اللَّهِ ﷺ خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم ) قالوا: جلسنا نذكر اللَّه ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا. قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا: واللَّه ما أجلسنا إلا ذاك. أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن اللَّه يباهي بكم الملائكة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.//


باب الذكر عند الصباح والمساء
قال اللَّه تعالى (الأعراف 205): {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين}.
قال أهل اللغة: {الآصال} جمع أصيل وهو: ما بين العصر والمغرب.
وقال تعالى (طه 130): {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}.
وقال تعالى (غافر 55): {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار}.
قال أهل اللغة: {العشي}: ما بين زوال الشمس وغروبها.
وقال تعالى (النور 36 - 37): {في بيوت أذن اللَّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللَّه} الآية.
وقال تعالى (ص 18): {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق}.
1451- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان اللَّه وبحمده، مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1452- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رَسُول اللَّهِ ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. قال: (أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق، لم تضرك) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1453- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ أنه كان يقول إذا أصبح: (اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت إليك النشور) وإذا أمسى قال: (اللهم بك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
1454- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن أبا بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: يا رَسُول اللَّهِ مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: (قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه) قال: (قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت إذا أخذت مضجعك) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
1455- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان نبي اللَّه ﷺ إذا أمسى قال: (أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له) قال الراوي: أراه قال فيهن: (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر) وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: (أصبحنا وأصبح الملك لله) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1456- وعن عبد اللَّه بن خبيب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رسول اللَّه ﷺ: (اقرأ قل هو اللَّه أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
1457- وعن عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم اللَّه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء هو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.//


باب ما يقوله عند النوم
قال اللَّه تعالى (آل عمران 190 - 191): {إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون اللَّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض} الآيات.
1458- وعن حذيفة وأبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أحيا وأموت) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
1459- وعن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال له ولفاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنها: (إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين)
وفي رواية: التسبيح أربعاً وثلاثين
وفي رواية: التكبير أربعاً وثلاثين. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1460- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1461- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لهما: أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قل هو اللَّه أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قال أهل اللغة: (النفث): نفخ لطيف بلا ريق.
1462- وعن البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت؛ فإن مت، مت على الفطرة؛ واجعلهن آخر ما تقول) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
1463- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
1464- وعن حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
ورَوَاهُ أبُو دَاوُدَ من رواية حفصة رَضِيَ اللَّهُ عَنها، وفيه أنه كان يقوله ثلاث مرات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طوق الحمامة نسخة تحتاج تنميق

      ​طوق الحمامة​ المؤلف ابن حزم     المقدمة     باب تقسيم الرسالة ←     قال أبا محمد عفا الله عنه: أفضل ما أبتدئ به حمد الله عز وجل بما ه...